تمضي الأيّام
تمحوا الأوهام
والطفل لم يزل
يغزل قصص
و احلام
و يبقى وحدُهُ الأمل
لا ينام
و ان تلبّدت
سماءُ اشعارِهِ
بظلمة القبر
و لهيب الشياطين
تمطرهم نار وحديد
و تزرع الأرض شرأ
وما تظن ستحصد
الا شراً من جديد
في عزّة اطفال
لا يطاردون الطيّارات
و لا ينشدون لها
طيّارة .. طيّارة
بل يهرولون
كأن بهم مس
طيّارة.. طيّارة
الى احضان امّهاتهم
يتأمّلون الأمان
بين ثنايا الحنان
و دموع الثكلى
و الأرامل و الأيتام
في غزّة،
تفوح رائحة الموت
في كل شارع
و في كل زقاف
و في كل شجرة عائلة
فمن لم يمت قتلا
مات قهرا
او حزنا
او كمدا
و من في غزّة
اليوم
لم يمت آلاف المرات؟
نشيح بوجوهنا
التي علاها صدأ الزمن
عن رؤية قبر
كان منذ ثواني
و لعقود
منزلا دافئا
يركض الأبناء و الأحفاد
و ابناء العمّات و الخالات و الجيران
و يتسابقون و يلعبون و يدرسون
و يموتون
نشيح، و قد أتخمت وجوهنا
و قل حياؤنا
و نسينا طعم الموت
و نسينا ان البعض
يفطرونه، و يتغذونه و يرضعونه
بخلت غزّة بكل شيء
على ابنائها
الا بالموت
فأكثر ما تكرم به
غزّة ابنائها
الشهادة