منتديات الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الفردوس

( أهلا بزوارنا الكرام في منتديات الفردوس)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
tahar
المراقب العام
المراقب العام
tahar


ذكر
عدد الرسائل : 5
العمر : 38
توقيع المنتدى : فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها Firdowskw1
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها Empty
مُساهمةموضوع: فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها   فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها Emptyالجمعة ديسمبر 26, 2008 9:02 am

« المُقدِّمة » :

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد(
[1]) :
قال تعالى: ﴿ الم *أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ *وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [سورة العنكبوت، الآيات: 1-3].
ولقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن وقوع الفتن، وبين أن النجاة منها يكون بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فعن أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : « ألا إنها ستكون فتن. فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم » رواه الإمام أحمد والترمذي. .
إننا اليوم في معترك فتن عظيمة، فتن كقطع الليل المظلم، فالمال فتنة، والأولاد فتنة، والنساء فتنة، ومخالطة الأشرار من الكفار والمنافقين فتنة، والدعاية إلى الباطل والتنفير من الحق فتنة، وقرناء السوء فتنة، والدعاية إلى اللهو والضلال والباطل فتنة، وغيرها كثير.
إن الإنسان عندما يقع في خطر ومصيبة من المصائب فهو بين أمرين :
* إما أن يأخذ بأسباب النجاة والتخلص منها فينجو، وهذا لا شك هو المطلوب من الإنسان العاقل أن يفعله.
* وإما أن يستسلم ويترك الأمر فيهلك، وهذا هو السفيه الذي يستسلم ولا يعمل بالأسباب.
لقد كثرت الفتن في هذا الزمان وأخذت أمواجه تتلاطم بألوان الشرور.
فعلى المسلم أن يحذر منها بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وليحذر المسلم كل الحذر أن يكون ممن يثير الفتن، أو يتعرض لها، أو يميل إليها فتنصب عليه، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : « ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، ومن تشرف لها تستشرفه » متفق عليه. .
وعلينا جميعا حكاما ومحكومين، علماء وغير علماء أن نتعاون على إطفاء نار الفتن بجميع ألوانها بالحكمة والموعظة الحسنة، وإن لم نفعل فإنها ستكون عاقبته خطيرة ونهايته مؤلمة، قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال، الآية: 25] .
واعلموا أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [سورة هود، الآية: 7] وأن الآخرة هي دار القرار، فالسعيد من حفظه الله من الفتن، والشقي من وقع فيهـا وصار من أهلها، نسأل الله السلامة.

وفي هذه الرسالة الصغيرة نذكر باختصار بعض الفتن التي انتشرت وكثرت في هذا الزمان، وابتلي بها كثير من المسلمين، فهي فائدة للمستفيد، وعبرة للمعتبر، والله أعلم وأحكم.












« معنى الفتنة » :




الفتنة هي الابتلاء والامتحان

وقد يسمى الشرك والكفر فتنة، كما قال تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ [سورة البقرة، الآية: 193] أي حتى لا يكون شرك ولا كفر.

ويقول تعالى: ﴿ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا [سورة الأحزاب، الآية 14].

ولكن أكثر ما تطلق الفتنة على ما يكون فيه بلاء ومحنة، ينحرف وينخدع بها الكثير من الخلق، ولا يستطيعون مقاومتها، وينحرفون معها. وتلك هي الفتن المضلة التي خشيها النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته، فقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « إن بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا، ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا » رواه أبو داود وابن ماجه .

بمعنى أن الرجل إذا جاءته تلك الفتن أو بعضها، انخدع بها وضل وانحرف عن الحق والهدى، وباع دينه بدنياه، باعه بعرض من الدنيا !

هذه الفتن تحققت أو أكثرها في زماننا، ولأجل ذلك لا يصبر عليها، ولا يصابر إلا من ثبته الله ورزقه علما وبصيرة.




« شياطين الإنس وشياطين الجن » :




لما علم الشيطان أنه هالك، وأنه من أهل النار، وأنه سيدخلها لا محالة، حرص على إغواء بني ادم ليدخلوها معه، وأقسم على ذلك، قال تعالى: ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [سورة ص، الآيتان: 82 ، 83]

وأخبر الله تعالى بأن للإنس شياطين، قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ [سورة الأنعام، الآية: 112] .

فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بشياطين الإنس قبل شياطين الجن! لأن شياطين الإنس هم الذين يدعون إلى ما يدعوا إليه شياطين الجن! يدعون إلى الكفر وإلى البدع وإلى المعاصي كما يدعو الشيطان! وذكر بعض العلماء أن الشيطان يدعو الناس إلى الذنوب: إلى أكبرها، ثم إلى ما يليه، ثم إلى ما يليه. قال ابن القيم في كتابه الذي سماه (بدائع الفوائد)، في آخر المجلد الثاني:

إن الشيطان يدعو الإنسان إلى ستة أشياء، إن حصل على الأول، وإلا انتقل إلى الثاني!

* يدعوه إلى الكفر والشرك! فإذا أوقعه في الكفر والشرك ظفر به واستراح منه.

* وإن عجز عن إيقاعه في الكفر دعاه إلى البدع! فإذا وقع في البدع حسنها له، ورضي وقنع بها منه.

* وإذا عجز عن إيقاعه في البدع! أوقعه في الكبائر!

* وإذا لم يوقعه في الكبائر أوقعه فى الصغائر!

* وإذا لم يقدر على إيقاعه في الصغائر، أوقعه في المباحات حتى تشغله عن الطاعات!

* فإذا عجز عنه، أوقعه في الأعمال المرجوحة وترك الأعمال الراجحة! وهذه مقاصد.

* فإذا عجز عن ذلك كله لم تبق لديه إلا حيلة واحدة لم يسلم منها أحد، ولو سلم منها أحد لسلم أنبياء الله ورسله، وهي تسليط جنوده الذين هم شياطين الإنس، الذي هم إخوانه؛ فيسلطهم على أولئك المتمسكين بدين الله!

وهكذا فإن من دعاة شياطين الإنس كذلك من يدعون إلى الكفر والشرك، ويدعون إلى كبائر الذنوب والإيقاع فيها، وتارة إلى صغائرها، وإذا عجزوا أوقعوا الناس في المباحات، وإذا عجزوا صرفوهم عن الأعمال الفاضلة إلى الأعمال المرجوحة، فإن عجزوا لم يجدوا إلا الأذى باللسان، أو باليد، أو بما قدروا عليه من أنواع الأذى!

فلذلك يأخذ الإنسان حذره من شياطين الجن وشياطين الإنس


([1]) أصل هذه الرسالة محاضرة لفضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ، ألقيت في أحد المساجد، وقد أذن لي فضيلته بنسخها وتصحيحها وطبعها، بعد أن راجعها فضيلته وصححها، وأضاف عليها، فجزى الله فضيلته خير الجزاء، ونفع بها كل من قرأها، وجزى خيرا كل من ساهم في إخراجها إنه سميع مجيب
[/b].[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
tahar
المراقب العام
المراقب العام
tahar


ذكر
عدد الرسائل : 5
العمر : 38
توقيع المنتدى : فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها Firdowskw1
تاريخ التسجيل : 09/12/2008

فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها   فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها Emptyالجمعة ديسمبر 26, 2008 9:05 am

[b]« أنواع الفتن » :

حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه، وحتى لا ينخدع بهذه الفتن خاصة من كان مستقبل عمره، أي في سن الشباب، فإنه كثيرا ما ينخدع إذا لم يوفقه الله بعقل وحلم وفهم وإدراك لهذه الفتن، فينخدع لأدنى داع يدعو إليها، فلأجل هذا لا بد من ذكر أمثلة لبعض الفتن المنتشرة في هذا الزمان.
ومن المعلوم أن الفتن لا تدعو إلى نفسها، بل لها من يروجها، ومن ينشرها و يدعو إليها، وهم الذين يسمون الدعاة.
ودعاة الفتن نوعان :
النوع الأول: الدعاة إلى الشرك والكفر والضلال والمعتقدات السيئة.
النوع الثاني : الدعاة إلى الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها.
ونأتي على ذكر كل نوع من هذه الأنواع باختصار للتذكير والبيان، فإن المقام لا يتسع للتفصيل، فأقول:
النوع الأول: الدعاة إلى الشرك والكفر والضلال والمعتقدات السيئة :
إن من الفتن في هذا الزمان الدعوة إلى الشرك والكفر والضلال والمعتقدات السيئة من قريب أو بعيد. ومعروف أن الله تعالى قد فطر الإنسان على معرفته، وعلى الإقرار به ربًّا، وإلها، ومعبودا، كما قال تعالى: ﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ ﴾ [سورة الروم، الآية: 30] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء » متفق عليه. .
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث بأن الإنسان عندما يخرج إلى الدنيا يخرج وهو كامل الحواس، مستعد لتقبل الخير، ولو ترك لنفسه لعرف ربه، وعرف ما يؤمر به، ولعرف أنه غير مهمل ولن يترك، ولعرف أيضا أنه مكلف، ولكن هناك من يربيه :
* فإما تربية حسنة تتغذى بها تلك الفطرة وتلك الجبلة والغريزة.
* وإما تربية سيئة ينصرف بها عن تلك العقيدة، ويتقلد ما هو ضدها. وهذا المربي إما أن يكون هو الأبوان، وإما المعلم، ونحوهم.
فهذا النوع من الفتن يقوم على دعوة بعض الناس للبعض الآخر لضلالهم ومعاصيهم، فبهذه الدعوة وبأساليب خادعة تنتشر وتتمكن هذه المعاصي ويكثر الدعاة إليها. فالدعاة إلى الكفر ما أكثرهم! والدعاة إلى الباطل والضلال هم أيضا أكثر وأكثر.
ولا شك أن كل من ألِف عقيدة وأحبها واقتنع بها أحب أن تنتشر تلك العقيدة، ويكثر سالكوها، فيسارع في الدعوة إليها وتحبيبها وتحسينها، بغض النظر عما فيها من خطأ وضلال؛ ومن أجل ذلك مثلا نرى النصارى على ضلال، واليهود على ضلال، والمجوس على ضلال! ومن تأمل وتعقل منهجهم عرف بعدهم عن الحق. ومع ذلك فهم قد اقتنعوا بأنهم على حق، ولأجل ذلك سعوا في نشر دياناتهم عن طريق بث الدعايات، وإرسال الدعاة الذين يسمونهم (مبشرين)، وهم في الحقيقة منصرين مضللين، وهؤلاء فتنة من أكبر الفتن حيث أنهم تمكنوا من إضلال خلق كثير، ولم ينج إلا من نجاه الله تعالى من أولئك الدعاة والمنصرين !! وهؤلاء ممن فتن الله بهم الخلق الكثير، ولله في ذلك الحكمة البالغة والحجة الدامغة.
كذلك من الفتن المنتشرة في هذا الزمان الدعوة إلى المعتقدات السيئة، فمن اعتقد عقيدة سيئة فإنه يدين بها، ويدعو إليها ويجعل لها الدعاة، ويبذل المال في الدعوة إليها، ولو كانت باطلة! ولو كانت بعيدة عن الصواب! لكن سول له الشيطان، وأملى له وزين له أنه على صواب، وأن من خالفه فهو على خطأ !!
فلا جرم نرى كثيرا من المبتدعين يدعون إلى بدعتهم؛ فمثلا الذين يسمون (شيعة) وهم (الرافضة)، وقد انتشروا كثيرا في بلاد المسلمين؛ وهؤلاء إذا تأملت عقيدتهم، وجدتها بعيدة كل البعد عن الصواب، ووجدتهم أبعد الناس عن الصواب، وإذا قرأت في كتبهم تعجب مما تحويه من قصص، وخرافات وأكاذيب.
ومع ذلك تراهم قد اجتهدوا في الدعوة إلى معتقداتهم تلك !! بل صاروا يبذلون من الأموال الكثير مستغلين الجهلة والسذج والسفهاء من الناس حتى يدخلوا في هذه العقيدة التي متى تمكنت منهم فيصعب عليه التخلص منها، والعياذ بالله.
زين لهم الشيطان أنهم على صواب فأخذوا يزينون للناس أنهم أهل الحق والصواب، وأن غيرهم هم أهل الباطل! ولقد انخدع جموع من الجهلة والبوادي بأساليبهم وبما يظهرونه من حسن ملاطفة، ولين جانب، وخدمة، وتواضع؛ قصدوا من ورائه الدعاية إلى معتقدهم الزائغ. فالفتنة بهؤلاء الشيعة الرافضة قد عظمت وقد كبرت، نسأل الله أن يكفي المسلمين شرهم وخطرهم.
وكذلك هناك فرق أخرى مخالفة: كالخوارج الذين هم أيضا فتنة، ولا يزالون موجودين في بعض البلاد، وقد كبرت الفتنة بهم.
وكذا الصوفية، وكذا المؤولون والمحرفون للصفات، وهؤلاء أيضا قد عظمت بهم الفتنة، وقد انتشروا في جميع أنحاء العالم، وغير ذلك من الفرق المخالفة الكثيرة.
فعلى الإنسان أن يتمسك بالحق ويدين به ويتشبث بأدلته، ويبتعد عن هؤلاء الدعاة وهذه الضلالات، ولا يصغي إلى دعاياتهم ولو كان فطنا، فإنها كالسم في الدسم، ظاهره له بريق ولمعان يجتذب الأنفس إلى الأكل منه وفي باطنه السم الزعاف.
وحين نذكر أمثلة للدعاة المضللين وبدعهم، فإنما نقصد تحذير المسلم من هؤلاء الدعاة ومن بدعهم التي يدعون إليها، ومن الاتكاء عليهم، والحذر أشد الحذر من أولئك الذين يدعون إلى الكفر والشرك والبدع والضلالات من شياطين الجن وشياطين الإنس.

النوع الثاني : الدعاة إلى المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها :
إن الدعاة إلى الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها كثر انتشارهم، لا كثّرهم الله، وقد عظمت الفتنة والمصيبة بهم، وهم يدخلون في كل عقيدة: ففي اليهود دعاة إلى المعاصي، وكذلك الحال في النصارى والمشركين والملحدين، والشيوعيين! بل وفي المسلمين وأهل السنة يوجد هؤلاء الدعاة إلى المعاصي، وهكذا في الرافضة والمعتزلة والمبتدعة ونحوهم دعاة إلى المعاصي.
فالدعاة إلى المعاصي هم أكثر من غيرهم، وقد عظمت المصيبة بهذه الفئة من الناس.
وما سبيل المسلم للنجاة من ذلك إلا أن يعرف أن الله تعالى حرّم هذه المعاصي، وأن هؤلاء الذين يدعون إليها إنما يدعون إلى أنفسهم.
ولا شك أن الله تعالى بيّن الحلال والحرام، وقد رتب على الحرام العقاب، وتوعد عليه بأشد الوعيد، وقد حث على الطاعات والتمسك بها وعلى الإتيان بالحسنات، ووعد على ذلك بالثواب الجزيل، ومع ذلك ما يزال الذين يحبون هذه الذنوب وهذه المعاصي يحرصون على انتشارها وتمكنها.
وإذا سألت نفسك ماذا يقصدون من وراء نشر هذه المعاصي وتمكنها ؟!
* أليسوا يعترفون بأن الله حرمها ؟!!
* أليسوا يعترفون بأن الله يعاقب عليها ؟!!
* فماذا قصدوا من وراء ذلك ؟!!
فالجواب : أن نقول: إنها فتنة وابتلاء في هذا الزمان، يبتلي الله بها خلقه، فمن نجا فقد أراد الله به خيرا، ومن هلك فهو ممن أضله الله، والعياذ بالله.
ولبيان فتنة وخطورة الدعاة إلى المعاصي نحب أن نذكر أمثلة لهؤلاء الدعاة المضللين، وإلى ما يدعون إليه، حتى يكون المسلم على بصيرة من هؤلاء ومن الافتتان بهم، ونذكر ما عم وطم وكثر، مشيرين فقط إليه، ولا نفصل في ذلك؛ لأن المقام لا يتسع للتفصيل.


« 1ـ شرب الخمر » :

إن شرب الخمر من أعظم الفتن التي وقع فيها كثير من شباب الإسلام في هذه الزمان.
ولم ينته الأمر عند الشرب فقط !! بل تعداه إلى الدعوة إلى هذا المنكر العظيم ! لأن من ابتلي بشرب الخمر يدعو إلى معصيته؛ لأنه أحبها واستأنس بها فأحب أن يكثر أهلها، وأن يكثر مناصروه، حتى لا يُنكر عليه، وتجده يقول لمن أراد دعوته: لماذا تبخل؟! لماذا لا ترفه عن نفسك، وتعطي نفسك لذاتها وشهواتها ؟!
ولا يزال يقول له ذلك حتى يوقع الجاهل ونحوه فيما وقع فيه، فإذا وقع فيه أحكم عليه شباكه، وصعب عليه التخلص منها، ويقع في الأمر العظيم وهو شرب هذا الخمر الذي قال الله فيه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [سورة المائدة، الآيتان: 90، 91] .

« 2 ـ سماع الأغاني والمعازف » :

ومن فتن هذا الزمان والتي انتشرت وعمت وطمت، سماع الأغاني والمعازف والطرب
إن مرتادي الملاهي ومحبي سماع الأغاني والطرب ونحو ذلك يحبون أن يكثر أمثالهم، ذلك أن سامع الأغاني والطرب يعلم أنه متى ما كنا ضده كلنا، قمعناه وقهرناه وأذللناه؛ فاندحر وذل ولم يتمكن من متعة نفسه وإظهار مشتهياته، والإعلان عما يميل إليه.
أما إذا كثر مناصروه، وكثر الذين هم في صفه والذين هم من جنده وأتباعه، فإنه يتمكن بعد ذلك من إقامة المسارح والمراقص والملاعب، ونحوها ويدعو إلى ذلك، فتسليطه على هؤلاء الجهلة فتنة وبلية، يثبت الله بها أهل العقول ويزيغ بها أهل الجهل والضلال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الفردوس :: القسم العام :: المنتدى العام-
انتقل الى: